إن أحد أكثر الجوانب الممتعة في تربية القطط الصغيرة هو مشاهدتها وهي تنمو وتتغير. وفي حين أن تصرفاتها المرحة وشخصياتها الناشئة آسرة، فإن العديد من أصحاب القطط يفاجأون عندما يكتشفون أن فراء قططهم الصغيرة يمكن أن يخضع أيضًا للتحولات. والسؤال “لماذا تظهر علامات جديدة على فراء بعض القطط؟” سؤال شائع، وتكمن الإجابة في التفاعل الرائع بين العوامل الوراثية والبيئية وعمليات النمو التي تؤثر على تصبغ القطط.
دور العوامل الوراثية في لون وأنماط فراء القطط الصغيرة
تلعب الجينات الدور الأكثر أهمية في تحديد لون ونمط فراء القطط الصغيرة في البداية، كما تؤثر أيضًا على ما إذا كانت هذه الخصائص ستظل ثابتة أو تتطور بمرور الوقت. تتحكم الجينات في إنتاج وتوزيع الميلانين، الصبغة المسؤولة عن الظلال المختلفة من الأسود والبني والأحمر في فراء القطط. تحدد الجينات المحددة التي يرثها القط الصغير من والديه نوع وكمية الميلانين المنتجة، بالإضافة إلى كيفية ترتيبها داخل أعمدة الشعر.
تشارك عدة جينات رئيسية في تحديد لون فراء القطط. على سبيل المثال، يتحكم جين الأغوطي في ما إذا كانت القطة ستتمتع بنمط مخطط أو لون واحد. يحدد جين الامتداد ما إذا كانت القطة قادرة على إنتاج صبغة سوداء (اليوميلانين) أو صبغة حمراء (الفيوميلانين). يؤثر جين التخفيف على شدة الصبغات، فيحول الأسود إلى أزرق (رمادي) والأحمر إلى كريمي. تتفاعل هذه الجينات، إلى جانب العديد من الجينات الأخرى، بطرق معقدة لإنشاء مجموعة واسعة من ألوان وأنماط الفراء التي نراها في القطط.
تنتقل الجينات من الآباء إلى الأبناء. ويحدد مزيج الجينات الموروثة من كلا الوالدين التركيبة الجينية للقطط الصغيرة. ويضع هذا المخطط الجيني الأساس لفراء القطط الصغيرة، ولكن يمكن تعديل التعبير عن هذه الجينات من خلال عوامل أخرى.
- جين أغوتي: يحدد أنماط التابي.
- جين الامتداد: يتحكم في الصبغة السوداء أو الحمراء.
- الجين المخفف: يؤثر على كثافة الصبغة.
القطط الملونة وحساسية درجة الحرارة
من أبرز الأمثلة على كيفية تأثير العوامل البيئية على لون الفراء ما نراه في القطط ذات النقاط الملونة. فالسلالات مثل السيامي والهيمالايا والبورمية لديها جين يجعل إنتاج الصبغة لديها حساسًا لدرجة الحرارة. وهذا يعني أن الميلانين لا ينتج إلا في المناطق الأكثر برودة من الجسم، مثل الأذنين والكفوف والذيل والوجه. وينتج عن هذا النمط “المدبب” المميز، حيث تكون الأطراف أغمق من بقية الجسم.
قد لا يكتمل نمو نمط النقاط اللونية في القطط الصغيرة عند الولادة. ولأن القطط الصغيرة تبقى دافئة داخل رحم أمهاتها، فإن أجسامها تكون في درجة حرارة موحدة نسبيًا. ومع نموها وتعرضها لدرجات حرارة أكثر برودة، يزداد إنتاج الصبغة في أطرافها، مما يؤدي إلى التطور التدريجي لنمط النقاط اللونية. يمكن أن تستمر هذه العملية لعدة أشهر، حيث تصبح النقاط أغمق وأكثر تحديدًا مع نضوج القطة الصغيرة.
يمكن أن تتأثر شدة نمط النقاط اللونية أيضًا بدرجة الحرارة المحيطة. تميل القطط التي تعيش في مناخات أكثر برودة إلى أن يكون لها نقاط أغمق من تلك التي تعيش في مناخات أكثر دفئًا. وذلك لأن درجات الحرارة المنخفضة تحفز إنتاج الميلانين بشكل أكبر في المناطق الأكثر برودة من أجسامها.
الطفرات الجينية وتغيرات المعطف
في حين أن لون المعطف الأولي يتحدد من خلال الجينات الموروثة، فإن الطفرات الجينية يمكن أن تؤدي أيضًا إلى تغييرات في علامات القطط الصغيرة بمرور الوقت. الطفرات هي تغييرات تلقائية في تسلسل الحمض النووي، ويمكن أن تحدث في أي نقطة في حياة الحيوان. بعض الطفرات ليس لها تأثير ملحوظ، في حين أن البعض الآخر يمكن أن يسبب تغييرات كبيرة في المظهر أو الصحة.
في القطط، يمكن أن تؤثر الطفرات على الجينات التي تتحكم في إنتاج الصبغة أو توزيعها أو استقرارها. على سبيل المثال، يمكن أن تؤدي الطفرة في الجين المسؤول عن إنتاج الصبغة السوداء إلى ظهور بقع بنية أو حمراء في الفراء. وبالمثل، يمكن أن تؤدي الطفرة في الجين الذي ينظم توزيع الصبغة إلى ظهور بقع أو خطوط جديدة.
غالبًا ما تكون هذه الطفرات عشوائية وغير متوقعة. وبينما قد تنتقل بعض الطفرات إلى الأجيال القادمة، فإن بعضها الآخر جسدي، أي أنها تؤثر فقط على القطة الفردية التي تحدث فيها. يمكن أن تؤدي الطفرات الجسدية إلى تطوير أنماط فراء فريدة وغير عادية لا تُرى في القطط الأخرى.
عوامل أخرى تؤثر على علامات القطط
إلى جانب العوامل الوراثية ودرجة الحرارة، يمكن أن تساهم عدة عوامل أخرى في تغيرات علامات القطط الصغيرة. يمكن أن تؤثر التغيرات الهرمونية، وخاصة أثناء البلوغ أو الحمل، على إنتاج الصبغة وتوزيعها. يمكن أن يؤثر نقص التغذية أيضًا على لون الفراء وجودته. يمكن أن يؤدي التعرض لأشعة الشمس إلى تفتيح الفراء أو بهتانه بمرور الوقت.
علاوة على ذلك، يمكن لبعض الحالات الطبية أن تسبب تغيرات في فراء القطط. يمكن أن تؤثر التهابات الجلد والحساسية وأمراض المناعة الذاتية على الخلايا الصبغية في الجلد، مما يؤدي إلى تغيرات في لون الفراء أو نمطه. إذا لاحظت أي تغيرات مفاجئة أو غير عادية في فراء قطتك، فمن الأفضل دائمًا استشارة طبيب بيطري لاستبعاد أي مشاكل صحية أساسية.
يمكن أن تساهم عملية الشيخوخة نفسها أيضًا في حدوث تغييرات في فراء القطط. فمع تقدم القطط في العمر، قد تصبح خلايا الصبغة لديها أقل نشاطًا، مما يؤدي إلى بهتان لون فراءها تدريجيًا. وقد تتطور لديها أيضًا شعيرات رمادية، وخاصة حول الوجه والكمامة.
- يمكن أن تؤثر التغيرات الهرمونية على التصبغ.
- يؤثر نقص التغذية على جودة المعطف.
- يمكن للحالات الطبية أن تؤدي إلى تغيير لون المعطف.
أمثلة على تغيرات العلامات التي تظهر على القطط
هناك العديد من الأمثلة على كيفية تغير علامات القطط الصغيرة مع نموها. تولد بعض القطط بخطوط رقيقة تصبح أكثر وضوحًا مع نضوجها. وقد تبدأ قطط أخرى بفراء بلون واحد يتطور تدريجيًا إلى بقع أو نتوءات. غالبًا ما تخضع القطط ذات النقاط الملونة، كما ذكرنا سابقًا، لتغييرات كبيرة في لون فرائها حيث تصبح نقاطها أغمق وأكثر تحديدًا.
ومن الأمثلة الشائعة الأخرى نمط “القطط المرقطة الشبحية”. فبعض القطط التي تبدو بلون واحد عند الولادة قد تظهر عليها علامات مرقطة خافتة مع نموها. وغالبًا ما تكون هذه العلامات خفية وقد لا تكون مرئية إلا في ظروف إضاءة معينة. وتنتج هذه العلامات عن جين آغوتي، المسؤول عن أنماط القطة المرقطة، ولكن يتم قمعها في القطط ذات الألوان الواحدة.
من المهم ملاحظة أن ليس كل القطط الصغيرة ستختبر تغيرات كبيرة في علاماتها. بعض القطط الصغيرة ستحتفظ بنفس لون ونمط الفراء طوال حياتها. ومع ذلك، بالنسبة للقطط التي تخضع للتغييرات، يمكن أن تكون تجربة رائعة ومجزية أن تشهد التحول.